الجمعة، 29 أغسطس 2008

الشريف الإدريسي

اهتم أهل المغرب للتاريخ و الجغرافية و الرحلات كما اهتموا لسائر العلوم ، و قد شمل تاريخهم السير ، و التراجيم ، و تاريخ الملوك ،
و تاريخ البلدان و ما إلى ذلك ، و قد ضربوا في البلاد و البحار للعلم ، و الحج ، و التجارة ، و الإكتشاف ، و دونوا أخبارهم و نتائج اختباراتهم و مشاهداتهم ، و اشتهر منهم في هذا الباب : الشريف الإدريسي ، و ابن بطوطة و ابن خدون .

الشريف الإدريسي : (( 494 ـــ 562 هــ / 1100 ـــ 1166 م ))

تاريخه :

هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله الإدريسي السبتي --- ولد بسبتة او تطوان --- و قد بدأ أسفاره في السادسة عشرة من عمره ، فطاف في الأندلس ، و مصر ، و شمال إفريقة ، و تغلغل فيها ، و ساح في آسية الصغرى و درس خصائص أهل هذه البلاد و عاداتها ، كما طاف سواحل فرنسة و إنكلترة ، ثم توجه فبيل سنة 1138 م إلى صقلية بدعوة من ملكها روجر الثاني ، وقد اشتهر الإدريسي بمعرفة الهيئة ، و الجغرافية ، و الفلسفة ، و الطب ، كما اشتهر بنظم الشعر ، توفي في صقلية نحو سنة 562 هـ /1166 م .

أدبه :

وضع الإدريسي لملك صقلية خريطتين جغرافيتين للعالم الذي توصل إلى معرفته :
خريطة جدارية ، و خريطة أرضية حفرها على لوح من الفضة ، و كتب عليها ، بأحرف عربية كل ما عرفه من البلدان .
إلى جانب هذا الأثر الجليل وضع الإدريسي كتاب (( نزهة المشتاق في اختراق الآفاق )) و ضمنه شرحا مفصلا للخريطتين المذكورتين ، و قد قسم الأرض المعروفة لعهده إلى سبعة أقاليم ، او مناطق ، ثم قسم كلا من هذه الأقاليم إلى عشرة أقطار متساوية ، و وصف كل قسم وصفا دقيقا ، فبين موقعه ، و تكلم على جبالة و بحاره و أنهاره ، و على كل ما يحتويه من ماء و جماد ، و على مدنه ، و سكانه و جنسياتهم و عاداتهم و دولهم ، و ما يعيش فيه من حيوان و نبات ... إلى غير ذلك مما لف الموضوع الجغرافي لفا في دقة و واقعية و تبيين ، و قد طبع الكتاب في رومة سنة 1592 و نشر باللاتينية في باريس سنة 1619 ، و نرجم إلى الإيطالية و الفرنسية ، و عد مصدرا مهما من مصادر علم الجغرافية .

ليست هناك تعليقات: