الجمعة، 29 أغسطس 2008

ابن بطوطة (( 703 ـــ 779 هــ / 1304 ـــ 1377 م ))

ابن بطوطة :

تاريخه :

هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله الطنجي المعروف بابن بطوطة و الملقب بشمس الدين ، ولد بطنجة و نشأ في كنف أهله ناعم الباب هادئ السرب ، و في سنة 1325 عن له لأن يقوم بفريضة الحج ، فقصد مكة ، و لكنه لم يقف عندها فراح يتجول من بلد إلى بلد حتى جاب أكثر العالم المعمور لذلك العهد ، ثم قفل راجعا إلى وطنه سنة 1349 م و لم يمض إلا زمن يسير حتى قام برحلة ثانية إلى اسبانية ، ثم برحلة ثالثة دامت سنتين تجول خلالها في مجاهل افريقية ، ثم عاد إلى بلاده سنة 1354 م ، فسأله أمير مراكش السلطان أبو عنان المريني ، أن يدون أخبار رحلاته فأملاها على كاتب السلطان محمد بن جزي الكلبي ، و انتهى من عمله هذا سنة 1356 م و أسماه : (( تحفة النظار في غرائب الأمصار و عجائب الأسفار )) و قد توفي ابن بطوطة سنة 779 هت /1377 م .
أدابه :

لابن بطوطة كتاب (( تحفة النظار في غرائب الأمصار و عجائب الأسفار )) و هو كتاب تحتوي قسمين ينتهي الأول منها بوصول ابن بطوطة إلى نهر السند (( بنج آب )) في آخر ذي الحجة سنة ( 734 هـ 1334 م ) و هو يحتوي رواية ما رأى الرجل و ما سمع ، و إذا به قد جاب في رحلته الأولى بلاد مراكش و الجزائر و تونس و مصر و الحجاز و فلسطين و لبنان و سورية و العراق و العجم و الأناضول و سائر بلاد العرب و الهند و ما جاورها ، و جاب في الرحلة الثانية بلاد الأندلس ، و في الرحلة الثالثة بلاد السودان مبتدئا بسجلماسة ، فبنغازي ، و إيوالاتن ، و زاغري ،
و كارسخو ، و مالي ، و تنبكتو ، و الألمانية و التركية و الهندية ، و طبعت طبعات متعددة في باريس و مصر .
قيمة الرحلة :

كتاب ابن بطوطة موسوعة معلومات جغرافية ، و قد أبدى في صاحبه من دقة في الملاحظة و مقدرة على المراقبة ، و اتساع في الآفاق ، و استقلال في الحكم ما يحمل على الإعجاب ، إلا أن من تتبع أخبار الرجل لمس في أقواله المغالاة ، و الإكثار من ذكر الغرائب ، كما عثر على عدد من الأضاليل و الأوهام ، و قد ذهب بعض النقاد إلى أن ابن بطوطة لم يصل إلى الصين ، و أن أقواله فيها مجرد تلفيق ، و مهما يكن من أمر فإن ابن بطوطة قد أضاع في رحلته الأولى ما دونه من معلومات فلا عجب إن قصر في بعض التحقيقات و هو يروي ما يروي في سذاجة و فكاهة ، و في لغة سهلة تنحط أحيانا إلى الركاكة ، و هو يعيد من المصادر الهانة لعلم الجغرافية و له الفضل الأكبر على من كتب بعد في هذا الموضع .

ليست هناك تعليقات: